عمل الناصر العبّاسي :
ومنهم : الخليفة الناصر لدين اللَّه أحمد العبّاسي بن المستضيء ، فإنّه ممّن اعتقد تولّد المهدي محمّد بن الحسن العسكري ، وأنّه المنتظر القائم ، حتّى أمر بعمارة السرداب الشريف في سامراء لكونه موضع غيبته ، وجعل على الصفّة التي في السرداب التي كان المهدي يجلس عليها الشبّاك الموجود على الصفّة إلى الآن ، وهو من خشب الساج ، وقد نقش عليه ما هذا صورته :
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
( قُل لَّآ أَسْلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى وَ مَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ) (١) ، هذا ما أمر بعمله سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على جميع الأنام أبو العبّاس أحمد الناصر لدين اللَّه أمير المؤمنين وخليفة رسول ربّ العالمين ، الذي طبق البلاد إحسانه وعدله ، وعمّ البلاد رأفته وفضله ، قرّب اللَّه أوامره الشريفة باستمرار النجح والنشر ، وناطها بالتأييد والنصر ، وجعل لأيّامه المخلّدة حدّاً لا يكبو جواده ، ولآرائه الممجّدة سعداً لا يخبو زناده ، في غرٍ تخضع له الأقدار فيطيعه عواميها ، وملك خشع له الملوك فيملكه نواصيها ، بتولّي المملوك معد بن الحسن بن معد الموسوي ، الذي يرجو الحياة في أيّامه المخلّدة ، و يتمنّى إنفاق عمره في الدعاء لدولته المؤبّدة ، استجاب اللَّه أدعيته ، و بلّغه في أيّامه الشريفة اُمنيته ، من سنة ست وستمائة الهلالية ، وحسبنا اللَّه ونعم الوكيل ، وصلّى اللَّه
__________________
(١) سورة الشورى ٤ : ٢٣ .