ثمّ نقل كلام الشيخ محي الدين بن عربي المتقدّم ، وكلام عبد الرحمن الجامي في شواهد النبوة ، وأنّ صاحب كتاب المقصد الأقصى كتب : إنّ حضرة الشيخ سعد الدين الحموي خليفة حضرة نجم الدين صنّف كتاباً في الإمام المهدي محمّد بن الحسن العسكري ، وذكر خوارق كراماته ، وأنّه إذا ظهر تظهر الولاية المطلقة ، وترتفع مذاهب الظلم ، و يطهّر الربع المسكون من الظلم (١) .
قال : و بالجملة إذا كان الدجّال قد اختفى وحضرة عيسى عليهالسلام أيضاً اختفى فإذا اختفى ابن رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله الإمام المهدي بن الحسن العسكري وغاب عن نظر العوام يظهر في وقته مثل عيسى والدجّال بتقدير اللَّه عزّ وجلّ ليس محلاًّ للتعجّب ، فقد نصّ على ذلك جماعة من أكابر العلماء ، ونصّ عليه أئمّة أهل البيت فلا ينبغي إنكاره لمحض التعصّب ولا ضرورة في إنكار ذلك ، انتهى فراجعه فإنّه من كلام أهل الإنصاف (٢).
ومنهم : العارف المشهور أبو المعالي صدر الدين القونوي (٣) على ما نقله العارف المتألّه السيّد حيدر بن عليّ الآملي فإنّه ذكر في كشكوله : إنّ الشيخ صدر الدين القونوي عرض جملة من كتبه ورسائله على المهدي
__________________
والكرامة ، ومثل عيسى بن مريم حيث أعطاه اللَّه النبوّة في صغر سنّه ، كذلك المهدي جعله اللَّه إماماً في صغر سنّه ، وما ظهر له من خوارق العادات كثير لا يسعها هذا المختصر .
(١) مرآة الاسرار ( مخطوطة مجلس الشورى الاسلامي في ايران ) ١ : ٨٠ ، مقصد اقصى : ٤٤ .
(٢) انظر كشف الأستار : ٨١ ـ ٨٣ ، والبرهان على وجود صاحب الزمان : ٧٠ ـ ٧١ .
(٣) هو محمّد مجد الدين بن إسحاق الملاطي القونوي ، ربيب الشيخ محي الدين العربي واُستاذ القطب الشيرازي وصاحب سعد الدين الحموي ، له مراسلات مع الخواجة نصير الدين الطوسي ، توفّي سنة ٦٧٢ أو ٦٧٣ ه . طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٨ : ٤٥ / ١٠٦٩ ، الوافي بالوفيات ٢ : ٢٠٠ / ٥٧٩ .