المهدي عليهالسلام في الغيبة الكبرى ، وذكر تسعاً وخمسين حكاية في ذلك ، فيها من الكرامات والآيات للمهدي ما لا يوصف ، وفيها الإغاثات للملهوفين في الدين والدنيا فراجعها .
وعقد المجلسي صاحب البحار في المجلد الثالث عشر منه وهو في تاريخ الإمام الثاني عشر والمهدي المنتظر عليهالسلام ـ باب من ادّعى الرؤية في الغيبة الكبرى ، وأنّه يشهد الناس و يرى ولا يرونه ، وذكر أسماء من رآه في قرب زمانه وإغاثاته للناس ما هو أمر عظيم ، وأمّا في الغيبة الصغرى فقد صنّفوا كتباً مفردة في أحواله وأحوال سفرائه ومن رآه وكيفيّة انتفاع الناس به في غيبته ، وأخرجوا التوقيعات التي خرجت منه في أجوبة المسائل وكشف المعضلات والأخبار بالمغيّبات بما لا يمكن ذكره في هذا الكتاب (١) .
وبعد كلّ هذه النصوص والبيانات من علماء السنّة والشيعة في لقاء المهدي والانتفاع به كيف صحّ لابن تيميّة نقل الاتّفاق على عدم رؤيته وعدم الانتفاع به ؟ ! إن هذا إلّا اختلاق على العالم المتثبت في النقل حتّى لا يوقف له على زلّة فيه ، لكن شدّة التعصّب تغلب عليه وقد أعماه اللَّه وأضلّه ، كما قال الحافظ ابن حجر في الفتاوي الحديثيّة (٢) .
وأمّا قوله بعد ذلك : بل إن قدّر وجوده فهو ضرر على أهل الأرض بلا نفع أصلاً ، فإنّ المؤمنين به لم ينتفعوا به أصلاً ولا حصل لهم به لطف ولا مصلحة ، والمكذّبون به يعذّبون عندهم على تكذيبهم به .
وقال في صفحة ٢١٣ من الجزء الرابع : هذا الذي تدّعيه الرافضة إمّا
__________________
(١) بحار الأنوار ٥٢ : ١٥١ الباب ٢٣ .
(٢) الفتاوى الحديثيّة : ٨٦ .