منيعاً » (١) وقوله : « ولا يزال الدين قائماً » (٢) صريح في أنّ عزّة الدين وقوّته ودوامه بوجود أحد الاثنى عشر ، فهو يقويه و يحفظه و يحرسه دائماً بما أعطاه اللَّه تعالى من العلوم الإلهاميّة الغيبيّة أي لا تنال بالاكتساب .
وثانياً : فحاله حال كلّ من غاب واختفى من الأنبياء من الأعداء حال غيبته ، كصالح النبيّ عليهالسلام غاب كهلاً ورجع شيخاً بحيث لم يعرفوه (٣) ، وموسى بن عمران عليهالسلام غاب عن أهله وقومه ثمان وعشرين سنة وهو خائف يترقّب (٤) ، وإبراهيم عليهالسلام لمّا اعتزل الناس (٥) ، و يونس بن متّى عليهالسلام فإنّه غاب شابّاً ورجع كبير السنّ (٦) ، و يوسف عليهالسلام غاب عن خاصّته وعامته واختفى من إخوته (٧) ، وأمثالهم من الأنبياء الذين غابوا (٨) ، قال تعالى : ( لتركبنّ طبقاً عن طبق ) (٩) أي سنناً على سنن من كان قبلكم فقوله : فهو ضرر على أهل الأرض ، فيه ردّ على رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله من وجوه عديدة ، لأنّ محمّد بن الحسن المهدي الذي فرض وجوده أمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ، وقد تقدّم قوله صلىاللهعليهوآله لجابر بن عبد اللَّه الأنصاري لمّا سأله هل ينتفعون به شيعته في أيّام غيبته ؟ فقال له : « أي والذي بعثني
__________________
(١) مسند أحمد ٥ : ٩٩ ، صحيح مسلم ٣ : ١٤٥٣ / ٩ ، سنن أبي داوُد ٤ : ١٠٦ / ٤٢٨٠ .
(٢) مسند أحمد ٥ : ٨٦ ، صحيح مسلم ٣ : ١٤٥٣ / ٨ ، سنن أبي داوُد ٤ : ١٠٦ / ٤٢٧٩ .
(٣) كمال الدين وتمام النعمة ١ : ١٣٦ / ٦ .
(٤) نفس المصدر ١ : ١٤٥ / ١٢ .
(٥) نفس المصدر ١ : ١٣٧ ـ ١٣٨ / ٧ .
(٦) نفس المصدر ١ : ٣٢٧ / ٧ .
(٧) نفس المصدر ١ : ١٤١ ب ٥ .
(٨) مثل إدريس النبيّ عليهالسلام ، كمال الدين وتمام النعمة ١ : ١٢٧ / ١ .
(٩) سورة الانشقاق ٨٤ : ١٩ .