بالنبوّة أنّهم يستضيئون بنوره ، و ينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس و إن علاها سحاب ، يا جابر هذه أسرار اللَّه المكنونة فلا تذعها لغير أهلها » (١) .
قال بعض شرّاح هذا الحديث : أشار صلىاللهعليهوآله بتشبيهه بالشمس المجلّلة بالسحاب إلى اُمور :
الأوّل : أنّ نور العلم والهداية يصل إلى الخلق بتوسّطه وبركته ، ولولاه لم تظهر العلوم والمعارف على الخلق ، وبه يكشف اللَّه البلاء عن الناس لأنّه الغوث الأعظم .
الثاني : كما أنّ الشمس المحجوبة بالسحاب مع انتفاع الناس بها ينتظرون انكشافها في كلّ آن ليكون انتفاعهم بها أكثر ، فكذلك أيّام غيبة المهدي ينتظرون شيعته خروجه وظهوره في كلّ وقت وزمان ولا ييأسون منه .
الثالث : أنّ منكر وجوده مع وفور ظهور آثاره كمنكر الشمس إذا غيّبها السحاب عن الأبصار .
الرابع : أنّ الشمس قد تكون غيبتها في السحاب أصلح للعباد من ظهورها لهم بغير حجاب ، كذلك غيبة المهدي أصلح لهم في تلك الأزمان فلذا غاب عنهم .
الخامس : أنّ الناظر إلى الشمس لا يمكنه النظر إليها بارزة عن السحاب وربما عمي بالنظر إليها لضعف الباصرة عن الإحاطة بها ، فكذلك شمس ذاته المقدّسة ربّما تكون أضرّ لبصائرهم و يكون سبباً لعماهم عن
__________________
(١) راجع ص : ٧٥ ـ ٧٦ .