من احواله : كحدّه وثمرته ومرتبته (١).
ومباديه : المراد بمباديه (٢) : ما يتوقّف عليه من الامور الّتي ليست بيّنة بنفسها ؛ ومن شأنها ان يتبيّن في علم آخر ؛ وهي ما عدا مباديه الاحكاميّة (٣).
المنطقيّة : ان قلت : مبادي هذا العلم ـ كما سيجيء ـ من الكلام والعربيّة ـ ايضا ـ فلا وجه لتخصيص المنطق بالذكر التفصيليّ ، دون اخويه ؛ اذ كلّ من الثلاثة علم برأسه وفنّ بانفراده ، فكان الاولى امّا ذكر الكلّ ، او ترك الكلّ.
قلنا : لمّا لم يتمكّن الاصوليّون من ايراد عامّة ما يتوقّف عليه هذا العلم من مباحث علم العربيّة وعلم الكلام ـ اعني اثبات العقائد الدينيّة ـ وكانت تلك المسائل مدوّنة في محالّها مفصّلة على احسن وجه ، لم يتعرّضوا لإيرادها في كتبهم. وامّا المنطق وان شارك اخويه في ذلك ، الّا انّهم لمّا رأوا انّ ما يتوقّف عليه من مباحثه ، يسّره مسائل ، اوردها في كتبهم ؛ ليعلم القدر المتوقّف عليه هذا العلم ؛ ولهذا لم يتعرّض «الحاجبيّ» (٤) وغيره لمباحث الموجّهات ، وذكر النسب بينها ؛ فاتّخذوا حذفها من المباحث.
ان قلت : كان عليهم ان لا يتعرّضوا لذكر شيء من المبادي اللغويّة ؛ لانّها مدوّنة في محالّها ، وايراد ما يحتاج اليه الاصول منها متعذّر او متعسّر ، فكيف ذكروا بعضها؟
__________________
(١) د : ـ كحدّه وثمرته ومرتبته.
(٢) و ، م ١ ، م ٢ : بها.
(٣) د ، : ـ المراد بها ما يتوقّف ... الاحكاميّة.
(٤) الحاجبيّ : جمال الدين ابو عمرو عثمان بن عمرو بن ابي بكر المالكيّ ، المعروف بابن الحاجب ، والحاجبيّ. ولد سنة ٥٧١ وتوفّي سنة ٦٤٦ من الهجرة. له تصانيف ؛ منها : منتهى الوصول والأمل في علمى الاصول والجدل.