وانت (١) اذا تأمّلته ، ظهر عليك ما اردناه بكلامنا ؛ فلا تغفل!
التهيّؤ : لا يخفى انّه اذا اريد بالفقه : التهيّؤ ، يصير معنى اصول الفقه ـ بالمعنى الاضافيّ ـ : ادلّة التهيّؤ ؛ وهو كما ترى. وامّا على ما اخترناه من ابقاء الاصول على معناها اللغويّ ـ اعني : ما يبتنى عليها الشيء ـ ، فيصير المعنى : ما يبتنى عليه التهيّؤ ؛ وهو معنى صحيح لا غبار عليه. فلو حمل «الحاجبيّ» الاصول على معناها اللغويّ ، يسلم عن محذورين : اوّلهما : هذا ، وثانيهما : نقل الاصول من المعنى الاصليّ الى معنى غير شامل لمباحثه.
متعذّر او متعسّر : والى هذا ينظر كلام «العلّامة» ـ طاب ثراه ـ في «منتهى الاصول» (٢) حيث عرّف الفقه ب : «العلم باكثر الاحكام الشرعيّة الفرعيّة بالاستدلال.» ، وكلام «الآمديّ» (٣) في «الاحكام» حيث عرّفه ب : «العلم [الحاصل] بجملة غالبة (٤) من الاحكام [الشرعيّة الفرعيّة بالنظر والاستدلال].» (٥). ولكن لا يخفى : انّ تعيين حدّ الاكثريّة والاغلبيّة ، لا يخلو من (٦) اشكال. وبعضهم فسّرهما بما يحتاج اليه في الغالب ؛ دون الفروع النادرة الوقوع. وعرّف المجتهد : بالعالم بالاحكام الشرعيّة الفرعيّة العامّة البلوى ؛ سواء كان علمه بها بالفعل ، او بالقوّة القريبة.
__________________
(١) د : ـ انت.
(٢) منتهى الوصول والامل الى علمي الكلام والاصول / الورقة ٧٤ / ب.
(٣) سيف الدين ابو الحسن عليّ بن محمّد بن سالم الثعلبيّ الآمديّ. ولد سنة ٥٥١ وتوفّي سنة ٦٣١ من الهجرة. له تصانيف ؛ منها : الاحكام في اصول الاحكام ، أبكار الافكار و...
(٤) في المصدر : ـ غالبة.
(٥) الاحكام في اصول الاحكام ١ / ٢٢.
(٦) م ١ ، م ٢ : عن.