«الفرّاء» (١) ـ الى انّها للترتيب (٢).
ويتفرّع على هذا الخلاف مسائل. منها : ما لو قال للوكيل : (٣) «وكّلتك في بيع داري وعبدي» ، فلا يجوز للوكيل بيعهما معا ؛ ولا يقدّم بيع العبد على الثاني ؛ بخلاف الاوّل. ومنها : ما لو قال لزوجته (٤) : «ان كلّمت اخاك واباك ، فانت عليّ كظهر امّي» ، فتحرم بتكليمهما مطلقا ، على الاوّل ؛ ويشترط تأخير (٥) تكليم الأب ، على الثاني.
كالمتّفقة : فقولنا : «ضارب زيد وعمرو وبكر» مثل قولنا : «زيد وعمرو وبكر ضاربون». وقولنا : «جاء زيد ، وزيد ، وزيد» في قوّة قولنا : «جاء الزيدون».
وورودها : اي : في الكلام الموثوق بعربيّتهم.
في التفاعل : مثل (٦) : «تقاتل زيد وعمرو». ولو كانت للترتيب ، لما صحّ ذلك.
ومع القبليّة : نحو : «جاء زيد وعمرو قبله» ؛ من دون تناقض. و : «جاء زيد وعمرو بعده» ؛ من دون تكرار. وللعبارة محمل آخر ؛ وهو ان يكون المراد (٧) ، انّها وردت في القرآن مع قبليّة مدخولها تارة ، وبعديّته اخرى ؛ كما قال ـ سبحانه ـ :
__________________
(١) ابو زكريّا يحيى بن زاد بن عبد الله منظور الاسلميّ الديلميّ. ولد سنة ١٤٤ وتوفّي سنة ٢٠٧ من الهجرة. من تصانيفه : المعاني ، وكتاب اللغات.
(٢) مغني اللبيب ١ / ٤٦٤.
(٣) د ، و ، م ١ ، م ٢ : ـ للوكيل.
(٤) م ١ ، م ٢ : ـ لزوجته.
(٥) و ، م ١ ، م ٢ : تأخّر.
(٦) م ١ : نحو.
(٧) م ٢ : وهو انّ المراد.