أبي بصير وغيره ، عن أحدهما عليهماالسلام قال : «إنّ الملائكة لمّا جاءت في هلاك قوم لوط ، قالوا : إنّامهلكو أهل هذه القرية ، قالت سارة ـ وعجبت من قلّتهم وكثرة أهل القرية ـ فقالت : ومَنْ يطيق قوم لوط ، فبشّروها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ، فصكّت وجهها وقالت : عجوز عقيم ، وهي يومئذ ابنة تسعين سنة ، وإبراهيم يومئذ ابن عشرين ومائة سنة ، فجادل إبراهيم عنهم ، وقال : إنّ فيها لوطاً ، قال جبرئيل : نحن أعلم بمن فيها ، فزاده إبراهيم ، فقال جبرئيل : ياإبراهيم ، أعرض عن هذا إنّه قد جاء أمر ربّك وإنّهم آتيهم عذاب غير مردود».
قال : «وإنّ جبرئيل لمّا أتى لوطاً في هلاك قومه فدخلوا عليه وجاءه قومه يهرعون (١) إليه ، قام فوضع يده على الباب ، ثمّ ناشدهم ، فقال : اتّقوا الله ولاتخزوني في ضيفي ، قالوا : أَوَ لَم ننهك عن العالمين ، ثمّ عرض عليهم بناته نكاحاً ، قالوا : ما لنا في بناتك من حقٍّ وإنّك لتعلم مانريد ، قال : فما منكم رجل رشيد؟ قال : فأبوا ، فقال : لو أنّ لي بكم قوّةً أو آوي إلى ركن شديد ، قال : وجبرئيل ينظر إليهم ، فقال : لو يعلم أيّ قوّة له ، ثمّ دعاه فأتاه ففتحواالباب ودخلوا ، فأشار إليهم جبرئيل بيده ، فرجعوا عمياناً يلتمسون الجدار بأيديهم يعاهدون الله لئن أصبحنا لا نستبقي أحداً من آل لوط».
قال : لمّا قال جبرئيل : إنّا رسل ربّك ، قال له لوط : يا جبرئيل ، عجِّل ، قال : نعم ، قال : يا جبرئيل ، عجِّل ، قال : إنّ موعدهم الصبح ، أليس
__________________
(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : الهرع محرّكةً كغراب مشى في اضطراب وسرعة ، وأقبل يُهرع بالضمّ ، وفي التنزيل : ( يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ ) القاموس المحيط ٣ : ١٣٠ / هرع.