عيناً ، ثمّ ضرب في الرابعة ، وقال : بسم الله ، فانفجرت عيناً.
فقال جبرئيل عليهالسلام : اشرب يا إبراهيم ، وادع لولدك فيها بالبركة ، فخرج إبراهيم وجبرئيل جميعاً من البئر ، فقال له : افض عليك يا إبراهيم ، وطُف حول البيت فهذه سقياً سقاها الله ولدك إسماعيل ، وسار إبراهيم وشيّعه إسماعيل حتّى خرج من الحرم ، فذهب إبراهيم ورجع إسماعيل إلى الحرم فرزقه الله من الحميريّة ولداً لم يكن له عقب».
قال : «وتزوّج إسماعيل من بعدها أربع نسوة فولد له من كلّ واحدة أربعة غلمان ، وقضى الله على إبراهيم الموت ، فلم يره إسماعيل ولم يخبر بموته حتّى كان أيّام الموسم ، وتهيّأ إسماعيل لأبيه إبراهيم ، فنزل عليه جبرئيل عليهالسلام فعزّاه بإبراهيم عليهالسلام ، فقال له : ياإسماعيل ، لا تقول في موت أبيك ما يسخط الربّ ، وقال : إنّما كان عبداً دعاه الله فأجابه ، وأخبره أنّه لاحق بأبيه ، وكان لإسماعيل ابن صغير يحبّه وكان هوى إسماعيل فيه فأبى الله عليه ذلك ، فقال : يا إسماعيل ، هو فلان» (١) ، قال : «فلمّا قضى الموت على إسماعيل دعا وصيّه ، فقال : يا بنيّ إذا حضرك الموت فافعل كما فعلت ، فمن ذلك ليس يموت إمام إلاّ أخبره الله إلى مَنْ يوصي» (٢) .
[ ١٤٠٩ / ٣٣ ] أبي (٣) رحمهالله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن غالب الأسدي ، عن أبيه ،
__________________
(١) أي أوحى الله إليه أنّ وصيّك وخليفتك فلان مشيراً إلى غير مَنْ كان يهواه.
انظر : بحار الأنوار ١٢ : ٩٧.
(٢) ذكر المصنِّف نحوه في مَنْ لا يحضره الفقيه ٢ : ٢٣٢ / ٢٢٨٢ مرسلاً ، وأورده الكليني في الكافي ٤ : ٢٠٢ / ٣ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ١٢ : ٩٣ ـ ٩٧ / ٥ ، و٩٩ : ٥٤ ـ ٥٧ / ٦.
(٣) في «س ، ن» : حدّثنا أبي.