المسح برأسه ورجليه - وقال : إنّي اُريد أن أمسح رأسك واُبارك عليك ، فأمّا المسح على رجليك فإنّي اُريد أن أوطئك موطئاً لم يطأه أحد من قبلك ، ولايطأه أحد غيرك ، فهذاعلّة الوضوء والأذان.
ثمّ قال : يا محمّد ، استقبل الحجر الأسود (١) وهو بحيالي ، وكبِّرني بعدد حجبي (٢) ، فمن أجل ذلك صار التكبير سبعاً ؛ لأنّ الحجب سبعة ، وافتتح القراءة عند انقطاع الحجب ، فمن أجل ذلك صار الافتتاح سُنّةً ، والحجب (٣) مطابقة ثلاثاً بعدد النور الذي نزل على محمّد ثلاث مرّات ، فلذلك كان الافتتاح ثلاث مرّات ، فمن أجل ذلك كان التكبير سبعاً ، والافتتاح ثلاثاً.
فلمّا فرغ من التكبير والافتتاح قال الله عزوجل : الآن وصلتَ إلَيَّ ، فسمِّ باسمي ، فقال : ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) ، فمن أجل ذلك جُعل( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) في أوّل السورة (٤) .
__________________
(١) في حاشية «ج ، ل» : يمكن أن تكون الصلاة عند البيت المعمور في السماء الرابعة قبل العروج ، أو بعد النزول ، أو تكون في العرش محاذياً لهما ، فيكون استقبال الحجراستقبال جهته أو محاذاته. (م ت ق رحمهالله ).
(٢) في حاشية «ج ، ل» ، أي : السماوات السبع ، فإنّه صلىاللهعليهوآله كبّر عند كلّ سماء ، فقطع كلّها ، فالصلاة معراج المؤمن ، فإذا كبّر سبع تكبيرات فكأنّه قطع سبع سماوات وهي حجب بين العرش والناس ، وحجب المؤمن بُعْده عن الله تعالى ، فإذا كبّر ولاحظ عظمة الله يرتفع عنه حجاب بُعد وهكذا. (م ت ق رحمهالله ).
(٣) في حاشية «ج ، ل» : الظاهر أنّ الحجب سبع ، ثلاث منها ملتصقة ، ثمّ بعد فصل اثنان ، ثمّ اثنان ، فكذا جعل تكبيرات الافتتاح ، ثلاثة منها متّصلة ، ثمّ فصل بالدعاء ، ثمّ اثنان ، ثمّ فصل بالدعاء ، ثمّ اثنان ، وهذا معنى كون الافتتاح ثلاثاً ، وقيل : المراد افتتاح التكبير لافتتاح القراءة ، والتكبير لافتتاح الركوع ، والتكبير لافتتاح السجود ، ولايخفى مافيه . (م ق ر رحمهالله ).
(٤) في «ن ، ح» : في أوّل السُّوَر.