رابعها : إنّ ما وضعت له الألفاظ ابتداء هو الصحيح التام [١] الواجد لتمام الأجزاء والشرائط ، إلا أن العرف يتسامحون ـ كما هو ديدنهم ـ ويطلقون تلك الألفاظ على الفاقد للبعض ، تنزيلا له منزلة الواجد ، فلا يكون مجازا في الكلمة ـ على ما ذهب إليه السكاكي في الاستعارة ـ بل يمكن دعوى صيرورته حقيقة فيه ،
______________________________________________________
أقول : لا ينبغي التأمّل في أنّ الأعضاء الخارجيّة الرئيسية حال اتصال بعضها ببعض ، بحيث تكون الروح توأما معها ، هو الشخص ويكون لا بشرط بالإضافة إلى كمال الأعضاء ونقصها وما يعرض عليها ، سواء كان في الخارج هويّة أخرى مثلها أو لم تكن ، فلا يفرق في وضع العلم الشخصي بين وضع لفظ آدم لأوّل مخلوق من الإنسان وبين وضع لفظ زيد لمن يتولّد من أمّه فعلا ، والملحوظ عند وضع كلّ منها الشخص الذي هو البدن التوأم مع الروح.
[١] كأنّ مراد هذا القائل أنّ اللفظ في ابتداء الأمر ، قد وضع ـ كسائر المركّبات ـ للصحيح التامّ ، ثمّ استعمل في الناقص بالتنزيل بلحاظ الأثر ، يعنى سقوط التكليف بالناقص لاشتماله على الملاك ولو في حال مخصوص ، أو عناية للمشابهة في الصورة ، كما في الناقص المحكوم بالفساد حتّى صار اللفظ حقيقة في الناقص أيضا.
وقد أورد قدسسره على هذا التصوير بأنّه يمكن في مثل أسامي المعاجين الموضوعة ابتداء للمركّب من أجزاء خاصّة ، حيث يصحّ فيها إطلاقها على الناقص منها للمشابهة صورة أو للمشاركة في الأثر ، ولا يتمّ في مثل الصلاة من العبادات التي تكون أفرادها التامّة مختلفة ومتعدّدة بحسب اختلاف الحالات واختلاف المكلّفين ، بحيث يكون الصحيح بحسب حالة فاسدا بحسب حالة أخرى.
أقول : هذا التصوير بظاهره لا يرجع إلى محصّل ، فإنّه إذا فرض وضع اللفظ للصحيح التامّ ، ثمّ فرض استعماله في الناقص بلحاظ الأثر أو المشابهة في الصورة ،