إلا أن يكون له خصوص معنى صح انطباقه على كل منهما ، إلا أنه يدل على مفهوم زمان يعمهما ، كما أنّ الجملة الاسمية ك (زيد ضارب) يكون لها معنى صح انطباقه على كل واحد من الأزمنة ، مع عدم دلالتها على واحد منها أصلا ، فكانت الجملة الفعلية مثلها.
وربما يؤيد ذلك أن الزمان الماضي في فعله ، وزمان الحال أو الاستقبال في المضارع ، لا يكون ماضيا أو مستقبلا حقيقة لا محالة ، بل ربّما يكون في الماضي مستقبلا حقيقة ، وفي المضارع ماضيا كذلك ، وإنّما يكون ماضيا أو مستقبلا في
______________________________________________________
خصوصية انتساب المبدأ إلى الذات ، وتقتضي تلك الخصوصية فيما كان الفاعل من الزمانيات أحد الأزمنة. ووجه التأييد أنّه لا جامع بين زماني الحال والاستقبال إلّا معنى لفظ الزمان ، ومفهوم الزمان معنى اسمي غير داخل في معنى هيئة الأفعال حتّى عند النحويين ، فإنّ ظاهر كلامهم دلالة الفعل على معنى مقترن بمصداق الزمان ، فلا بدّ من أن يكون مرادهم أيضا أن للهيئة في فعل المضارع خصوصية تقتضي زمان الحال أو الاستقبال.
أقول : لم يثبت من النحويين التزامهم بالاشتراك المعنوي في هيئة فعل المضارع بمعناه المعهود ليشكل عليهم بأنّ الهيئات ليس لها معان اسميّة حتّى يتصوّر فيها الاشتراك المعنوي ، بل لعلّ مرادهم أنّ صيغة فعل المضارع تدلّ على ما يوصف به انتساب المبدأ إلى الفاعل بكونه في غير الزمان الماضي من الحال أو الاستقبال ، فالمراد بالاشتراك الوضع العامّ والموضوع له الخاصّ ، كما في الحروف وهيئات سائر الأفعال.
وغاية ما يرد عليهم أنّ خصوصية النسبة المستفادة من هيئة الفعل الماضي أو الفعل المضارع وإن كانت تقتضي الاقتران بالأزمنة فيما كان الفاعل من الزمانيّات إلّا أنّ اقتضاء الخصوصية لا يوجب دخول الزمان وأخذه في مدلوله ليلزم العناية أو