الخامس : إنّه وقع الخلاف بعد الاتفاق على اعتبار المغايرة [١] ـ كما عرفت ـ بين المبدأ وما يجري عليه المشتق ، في اعتبار قيام المبدأ به ، في صدقه على نحو الحقيقة ، وقد استدلّ من قال بعدم الاعتبار ، بصدق الضارب والمؤلم ، مع قيام الضرب والألم بالمضروب والمؤلم ـ بالفتح ـ.
______________________________________________________
الأفعال (المعبّر عنها بصفات الجمال) سواء في الإشكال والجواب.
[١] حاصل ما ذكره قدسسره في المقام أنّه بعد الاتفاق على لزوم المغايرة بين المبدأ وما يحمل عليه المشتق مفهوما ، يقع الكلام في أنّه هل يعتبر في حمل المشتق على الذات قيام المبدأ بها ، ليكون صدق المشتق عليها على نحو الحقيقة ، أو لا يعتبر ذلك؟
وقد استدلّ من قال بعدم الاعتبار بصدق الضارب والمؤلم على الذات مع قيام الضرب والألم بالمضروب.
ولكن لا ينبغي التأمّل في اعتبار تلبّس الذات بالمبدإ في صدق المشتق عليها حقيقة ، إلّا أنّ التلبّس لا ينحصر بقيام المبدأ بالذات قيام العرض بمعروضه ، بل للتلبّس أنحاء ، والقيام بها أحد أنحائه الناشئة من اختلاف المواد تارة ، واختلاف الهيئات أخرى من القيام صدورا ، أو حلولا ، أو وقوعا عليه ، أو فيه ، وانتزاع المبدأ عن الذات مفهوما مع اتّحاده معها خارجا من أحد أنحاء التلبّس ، حيث إنّ العينية الخارجيّة نحو من أنحاء التلبّس ، ضرورة أنّ كون الشيء واجدا لنفسه أقوى من كونه واجدا لغيره ، وأيضا من أنحاء التلبّس ما إذا كانت الذات متّصفة بالمبدإ خارجا ، ولكن لم يكن في الخارج بإزاء المبدأ وجود ، بأن يكون المبدأ أمرا اعتباريا عقليا أو عقلائيا ، كما في حمل الواجب والممكن على الذات خارجا أو حمل الزوج والزوجة عليها ، فيكون من خارج المحمول في مقابل المحمول بالضميمة الذي يكون بإزائه وجود ، كما في حمل الأبيض أو الأحمر على الجسم الخارجي.