مقدماته ، الناشئة عن شقاوتهما الذاتية اللازمة لخصوص ذاتهما ، فإن (السعيد سعيد في بطن أمه ، والشقي شقي في بطن أمه) و (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة) ، كما في الخبر ، والذاتي لا يعلّل ، فانقطع سؤال : إنّه لم جعل السعيد سعيدا
______________________________________________________
حاصلة بإرادة الحقّ (جلّ وعلا) ، كما هو مقتضى مذهب الجبرية. وقوله : «قلم اينجا رسيد سر بشكست» كناية عن انقطاع السؤال بلم.
حقيقة الإرادة من الله (سبحانه) ومن العبد :
أقول : ما ذكره في المقام وإن كان غير مذهب الجبرية الملتزمين بأنّ تعلّق الإرادة الازلية بفعل العبد ، هو الموجب لحصول الفعل منه بالإرادة ، وأنّ إرادة العبد مغلوبة لإرادة الله (تعالى) وإرادة الله هو الموجب للفعل ، إلّا أنّ ما ذكره شبه الجبر في نفي الاختيار حقيقة عن العباد في أفعالهم ، فإنّ أفعالهم وإن كانت بإرادتهم ، وإرادتهم هي الموجبة لحصولها ، إلّا أنّ سلسلة صدور الفعل ينتهي إلى ما لا يكون باختيار العباد ، وهي المبادئ المنتهية إلى شقاوة الذوات وسعادتها.
فينبغي في المقام التعرّض لما يظهر من كلام الماتن قدسسره وجوابه ، وبسط الكلام عن إرادة الله (عزوجل) وإرادة العبد بما يسع المجال في هذا المختصر ، فنقول وعليه التكلان :
إنّه يمكن تلخيص ما ذكره ضمن أمور :
الأوّل : إن المنشأ بالأمر حتّى في الخطابات الإلهية هو الطلب الإنشائي ، والطلب الإنشائي يكون منبعثا من الطلب الحقيقي ، والطلب الحقيقي من الله (سبحانه) هو علمه بصلاح الفعل الصادر عن المكلف دون الإرادة التكوينية منه (تعالى) التي هي العلم بالنظام الكامل التامّ. نعم ربّما توافقت الإرادة التكوينية