الأمر الثّاني : إنّه ربّما تقسم المقدمة إلى تقسيمات :
منها : تقسيمها إلى داخلية [١] وهي الأجزاء المأخوذة في الماهية المأمور بها ، والخارجية وهي الأمور الخارجة عن ماهيته ممّا لا يكاد يوجد بدونه.
وربّما يشكل في كون الأجزاء مقدمة له وسابقة عليه ، بأن المركب ليس إلا نفس الأجزاء بأسرها.
______________________________________________________
المقدمة الداخلية والخارجية :
[١] المراد بالمقدّمة الداخلية هي الداخلة في متعلّق الوجوب النفسي ، كأجزاء المركّب المتعلّق به الوجوب. والخارجية هي الخارجة عن ذلك المتعلّق ، كالشرائط. ويقع الكلام في هذا الأمر من جهتين :
الأولى : هل أجزاء المركّب مقدّمة له ، أو أنّ الجزء بالإضافة إلى كلّه لا يتّصف بالمقدّمة؟
والثانية : أنّه على تقدير كون الجزء مقدّمة للكلّ ، فهل يتعلّق به الوجوب الغيري ، بناء على الملازمة بين وجوب شيء ووجوب مقدمته ، أو أنّ المقدّمة الداخلية لا يتعلّق بها الوجوب الغيري ، حتّى بناء على الملازمة؟
وقد تعرّض قدسسره لما قيل في الجهة الأولى من منع كون الجزء مقدّمة للكلّ ، بأنّ كون شيء مقدّمة والآخر ذا المقدّمة مقتضاه الاثنينيّة والتعدّد بينهما ، حيث تكون المقدمة سابقة في التحقّق على ذيها والحال أنّ الكلّ بحسب الخارج عين الإجزاء فلا اثنينية بينهما.
وأجاب عن ذلك بأنّه لا يعتبر في التعدّد بينهما التعدد الخارجي بأن يكون للمقدّمة وجود ولذيها وجود آخر ، بل يكفي التعدّد الاعتباري ، وهذا التعدّد متحقّق