.................................................................................................
______________________________________________________
وكلمة «نعم» موضوعة لتدخل على الجملة ولتدلّ على أنّ مضمونها هو الجواب ولفظة «لا» موضوعة لتدخل عليها فتدل على انتفاء مضمون تلك الجملة بحسب الخارج وهكذا وهكذا ، كما هو الحال في الاعراب والهيئات الداخلة على الأسماء والجمل.
وبتعبير آخر : كما أنّ حالات الإعراب موضوعة لتدلّ على أنّ معنى مدخولها بحسب الخارج متّصف بكونه مصداقا للفاعل أو المفعول أو غيرهما ، كذلك الحروف موضوعة لتكون بدخولها على الإسم أو غيره دالّة على خصوصيّة مدخولها بحسب الخارج ، فمثلا إذا قيل : (الصلاة في المسجد أفضل من الصلاة في غيره) يكون لفظ «في» دالّا على أنّ المسجد متّصف بكونه ظرفا فتكون الهيئة الكلامية دالّة على أنّ الصلاة المفروض كون المسجد ظرفا لها محكومة بما ذكر ، وعليه فلفظة «في» لم توضع لتقييد معنى الصلاة وتضييقها بالظرف.
نعم بما أنّها موضوعة للدلالة على كون مدخولها ظرفا ، تكون الصلاة المفروض لها الظرف الخاصّ أخصّ من طبيعيّ الصلاة ، وأمّا إذا لم يكن في البين شيء قابل للتضييق لم يحصل ذلك التقييد كما في قولنا (زيد كالأسد) أو (في الدار) إلى غير ذلك.
والحاصل ؛ أنّ الفرق بين الحروف والأسماء في أنّ الأسماء موضوعة للعناوين (ولذا تكون معانيها إخطاريّة بالمعنى المتقدّم) بخلاف الحروف ، فإنّها موضوعة لتدل على اتّصاف مدخولاتها بالعناوين بحسب الوعاء المناسب لتلك المدخولات (ولذا تكون معانيها في مداليل مدخولاتها).
ومما ذكر يظهر ضعف القول بأنّ الحروف موضوعة لتضييق معاني الأسماء