.................................................................................................
______________________________________________________
الكلام ، بأن يكون معنى «زيد» «دار» مساويا لمعنى «زيد في الدار» غير صحيح ؛ إذ هو يبتني على أن يكون الإعراب لا معنى له ، وقد عرفت خلافه.
لا يقال : ما الفرق بين معاني أسماء الأعراض ومعاني الحروف ، فكما أنّ العرض يكون خصوصية بحسب الخارج لمعروضه ، كذلك معاني الحروف.
فإنّه يقال : إنّ أسماء الأعراض تحكي عن نفس الخصوصية بنحو الإخطار ، ولو لم تكن في ضمن تركيب كلامي ، غاية الأمر تكون وجوداتها قائمة بالمعروض ، وكون وجوداتها كذلك بإدراك العقل لا بدلالة اللفظ ، بخلاف الحروف فإنّه ليس لها معان إخطارية ، بل حيث تدخل على الأسماء تكون دالّة على أنّ مدخولاتها متّصفة بالعناوين الاسميّة في الوعاء المناسب لها ، ويعبّر عن تلك العناوين الاسمية بالأعراض والخصوصيّات.
وقد انقدح ممّا تقدّم أنّ معاني الحروف لا تتّصف بالكلّية والجزئية ؛ لكونها متدلّيات بمعاني مدخولاتها ، فإن كان مدخول الحروف كلّيا أو مما يصدق على الكلّ والأبعاض ، كانت معاني الحروف الداخلة عليه كذلك ، فيكون معناها قابلا للتقييد بتبع تقييد المدخول ، وإن كان مدخولها جزئيّا كان معنى الحرف الداخل عليه قابلا للتعيين بحسب ما يقبله ذلك الجزئيّ من التعيين بحسب الحال والزمان.
وبتعبير آخر : الأزمنة التي توجد فيها الدار المزبورة كحالاتها متعددة فيمكن تقييدها ببعضها ، والحرف الداخل على كلمة الدار يقبل هذا النحو من التقييد ، وإن لم يكن مدخول الحرف قابلا حتّى لهذا النحو من التقييد ، لم يك معنى الحرف قابلا للتقييد أصلا ، كما في أوّل ساعة من يوم الجمعة من الشهر الفلاني من السنة الفلانية ، فإذا قيل : (مات زيد في أوّل ساعة من ذلك اليوم) فلا يكون المعنى الحرفي قابلا