المقصد الثالث : في المفاهيم
مقدّمة
وهي : إن المفهوم ـ كما يظهر من موارد إطلاقه ـ هو عبارة عن حكم إنشائي أو إخباري تستتبعه خصوصية المعنى الذي أريد من اللفظ ، بتلك الخصوصية ولو بقرينة الحكمة [١] ، وكان يلزمه لذلك ، وافقه في الإيجاب والسلب أو خالفه ،
______________________________________________________
تعريف المفهوم
[١] حاصل ما ذكره قدسسره في بيان المراد من المفهوم في المقام هو أنّ المفهوم كما يظهر من موارد إطلاقه حكم إنشائي أو إخباري يكون لازما للخصوصية المستفادة من الكلام الدالّ على حكم آخر سواء كانت دلالته على تلك الخصوصية بالوضع أو بالقرينة ، فمثلا عدم وجوب إكرام زيد على تقدير عدم مجيئه حكم يلزم من الخصوصية المستفادة من قوله «إذا جاءك زيد فأكرمه» حيث إنّ وجوب إكرامه على تقدير مجيئه حكم تدلّ عليه الجملة الشرطية ، مع دلالتها على أنّ مجيئه هي العلّة المنحصرة لذلك الحكم ، ويلزم من كونه علّة منحصرة له انتفاء وجوب إكرامه على تقدير عدم مجيئه.
وبتعبير آخر : قد يلزم حكم من مجرّد ثبوت حكم آخر بلا توسيط دلالة كلامية على الخصوصية كما إذا ورد في الخطاب وجوب الكفارة على من جامع في نهار شهر رمضان ، فإنّه يلزم على هذا الحكم كون الجماع مفطرا وهذا لا يسمّى مفهوما