من كان بمسمع منه ضرورة ، هذا لو قلنا بأن الخطاب بمثل يا أيها الناس اتقوا في الكتاب حقيقة إلى غير النبي صلىاللهعليهوآله بلسانه [١].
وأما إذا قيل بأنه المخاطب والموجه إليه الكلام حقيقة وحيا أو إلهاما ، فلا محيص إلّا عن كون الأداة في مثله للخطاب الإيقاعي ولو مجازا ، وعليه لا مجال لتوهم اختصاص الحكم المتكفل له الخطاب بالحاضرين ، بل يعم المعدومين ، فضلا عن الغائبين.
______________________________________________________
القصد والإرادة كما هو الحال في الخطابات القرآنية.
خطابات القرآن الكريم
[١] وحاصله أنّ ما تقدّم ـ من أنّه لو كان المراد بأدوات النداء ونحوها في الكتاب المجيد ، الخطاب حقيقة لأوجب ذلك اختصاص ما يقع في تلوها بالحاضرين بخلاف ما إذا كان المراد منها الخطاب الإيقاعي الإنشائي فإنّه لا ينافي بقاء ما وقع في تلوها على عمومه ـ مبني على أنّ المخاطب بتلك النداءات والخطابات غير النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من الناس والمؤمنين بأن يكون ما يجري على لسان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الخطاب الصادر والمخلوق لله سبحانه وتعالى.
وأمّا إذا بنى على أنّ المخاطب فيها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد ألقى الخطاب إليه إلهاما أو وحيا فيتعين كون الأداة للخطاب الإيقاعي وإن قيل انّه المعنى المجازي للأدوات ، لأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يكون من النساء ولا كل الرجال والمؤمنين وغير ذلك من العناوين التي دخلت عليها أداة النداء والخطاب.
أقول : لا أظنّ أن يلتزم أحد بأنّ ما كان يجري على لسان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هو كاللفظ المخلوق من الشجرة الذي تكلّم سبحانه وتعالى به لموسى (على نبينا وآله وعليهالسلام) بل ما كان يجري على لسانه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان إيصالا لخطابه سبحانه وتعالى إلى الناس بنحو الحكاية عما