وبالله أستعين ، وعليه أتوكّل ، وهو حسبي ونعم الوكيل»(١). انتهى
وقوله الأخير رحمهالله غريب؛ لأنّ كتاب كامل الزيارات المنتسب لشيخه ابن قولويه قد فرض أنّه رتّب على النحو المطلوب وعلّله بنحو ما ذكره المفيد! ، إلاّ أن يكون المفيد لم يدرك الأثر الكامل عن شيخه ، كأن يكون ابن قولويه ألّف كتابه أواخر عمره كما يظهر من شهادة ابن طاووس برؤيته لخطّه على نسخته سنة (٣٦٦ هـ) قبل وفاته بسنة أو سنتين ، وما يمكن أن يستفاد ممّا ذكر في الباب الثامن والثمانين من كامل الزيارات المتداول من أنّ ابن قولويه كان على عزم الزيادة في الكتاب إلاّ أنّ الأجل باغته رحمهالله.
ومن هذا القبيل ما ذكره الشيخ الطوسي رحمهالله في خطبة كتاب عدّة الأصول من عدم وجود كتاب واف بمطالب الأصول المتداولة بين متكلّمي بغداد ومذاهبهم تشرح مختار الإمامية ، مع أنّ السيّد المرتضى رحمهالله ألّف كتاب الذريعة على انبساط من الشرح قلّ نظيره.
٢ ـ إنّ كثرة رواية المفيد عن شيخه ابن قولويه ، تجعلنا نستقرب أنّ المفيد إنّما يروي عن كتاب شيخه ، وليس هو إلاّ كتاب الزيارات ، لكن التفاوت في مواضع الطرق والألفاظ ملحوظ بين نسخة المفيد وما أودع في الكتاب الحاضر من كامل الزيارات ومن أمثلة ذلك:
أ ـ في المزار قال :
«أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بن مُحَمَّد عَنْ مُحَمَّدِ بن يَعْقُوبَ عَنْ عِدَّة
__________________
(١) المزار للمفيد : ٣.