(ب) تعريف المبتدأ والخبر :
المبتدأ والخبر يمثّلان طرفي الإسناد ، وهما متلازمان ، يقول سيبويه : «هذا باب المسند والمسند إليه ، وهما ما لا يَغْنَى واحدٌ منهما عن الآخر ، ولا يَجد المتكلّمُ منه بُدّاً ، فمن ذلك الاسم المبتدأ والمبنيُّ عليه ، وهو قولك : عبدُ الله أخوك ، وهذا أخوك»(١).
والثابت عن النحويّين أنّ المبتدأ لا يكون إلاّ معرفة ، وأنّه لا يجوز الابتداء بالنكرة إلاّ بمسوّغات مذكورة تفصيلاً(٢). فإن ورد الخبر معرفة أيضاً ، كان الغرض من تعريف الطرفين هو الاختصاص(٣) ، وينطبق ذلك على المعارف جميعها ، وهي : أسماء الأعلام ، والضمائر ، وأسماء الإشارة ، والمعرّفات بأل ، والأسماء الموصولة ، وما أضيف إلى واحد ممّا سبق.
أمّا بيان علّة الاختصاص في تعريف المبتدأ والخبر ، فتتّضح بمعرفة أنّ المبتدأ دالّ على الذات فهو متعيّن بالابتداء ، والخبر دالّ على الوصف ، وهو معنى نسبي ، فهو متعيّن بالخبرية ، فقولنا مثلاً : سعيدٌ المنطلقُ ، دالٌّ على إثبات انطلاق مخصوص بسعيد ، لا يشاركه فيه غيره ، ذلك أنّك إن أخبرت عن معرفة بمعرفة زدتها تخصيصاً وتقنيناً ، والفرق يتّضح أكثر إن قلت في
__________________
(١) كتاب سيبويه ١ / ٢٣.
(٢) ينظر : البديع في علم العربية ١ / ٥٧ ـ ٥٨. ، والكناش ١ / ١٤٥ ـ ١٤٦ ، وشرح التصريح ١ / ٢٠٩ ـ ٢١٢.
(٣) ينظر : مفتاح العلوم : ١٧٨.