المثال المذكور : سعيد منطلقٌ ، إذ يكون سعيد منطلقاً من منطلقينَ آخرين(١).
وقد وردت هذه الوسيلة من الاختصاص بأنماط متنوّعة في كلام الإمام المجتبى ، ومن هذه الأنماط :
النمط الأوّل : المبتدأ ضمير متكلّم والخبر معرّف أل ، كقوله عليهالسلام : «أَنـَا الضّامِنُ لِمَنْ لَمْ يَهْجِسْ في قَلْبِهِ إِلاَّ الرِّضا أَنْ يَدْعُوَ اللهَ فَيُسْتَجابُ لَهُ»(٢) ، فالمقام هنا مقام الحديث عن ذات الإمام المقدّسة ، وفي الكلام اختصاص الخبر بالمسند إليه ، فضمان استجابة الدعاء من الله لا يضمنه إلاّ مَن قربت درجته عند الله فارتضاه الله لمقام الشفاعة ، قال تعالى : (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ)(٣) ، وقال عزّ وجلّ : (وَلاَ يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)(٤) ، وقال سبحانه :(لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمنِ عَهْداً)(٥) وقال تعالى : (يَوْمَئِذ لاَّ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً)(٦) ، وقال تعالى :
__________________
(١) ينظر : دلائل الإعجاز : ١٢٥.
(٢) بحار الأنوار ٧٥ / ١١٠.
(٣) سورة الأنبياء : ٢٦ ـ ٢٨.
(٤) الزخرف : ٨٦.
(٥) مريم : ٨٧.
(٦) طه : ١٠٩.