(وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ إِذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)(١).
وهل هؤلاء العباد المأذون لهم بالشفاعة إلا محمّد وآله عليهمالسلام ، فقد ورد في زيارة أمير المؤمنين عليهالسلام : «إنّ لي ذنوباً كثيرة ، فاشفَعْ لي فيها عند ربّك ؛ فإنّ لك عند الله مقاماً محموداً ، وإنّ لك عنده جاهاً وشفاعة ، وقد قال الله تعالى : (وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى)(٢) ، وفي حديث الإمام الصادق عليهالسلاممع المفضّل : «قال الصادق عليهالسلام : يا مفضّل ما هو إلاّ أنتَ وأمثالُك. بلى يا مفضّل لا تُحدِّث بهذا الحديث أصحابَ الرُّخَص من شيعتنا فيتّكلون على هذا الفضل ، ويتركون العمل ، فلا يُغني عنهم من الله شيئاً لأنّا كما قال الله تبارك وتعالى فينا : (إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ)»(٣) وفي الزيارة الجامعة الكبيرة : «اَللّهُمَّ إنّي لَوْ وَجَدْتُ شُفَعاءَ أقْرَبَ اِلَيْكَ مِنْ محمّد وَأهْلِ بَيْتِهِ الأخيارِ الأئِمَّةِ الأبرارِ لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعائي»(٤).
النمط الثاني : المبتدأ ضمير غائب والخبر معرّف أل ، ومنه قوله عليهالسلام في آل البيت : «وهم الذين يخبرُكم حكمُهم عن علمهم ، وظاهرُهم عن
__________________
(١) سبأ : ٢٣.
(٢) بحار الأنوار ٩٧ / ٣٣٧.
(٣) المصدر نفسه ٥٣ / ٣٣. والنص القرآني من سورة الأنبياء : من الآية ٢٨.
(٤) مفاتيح الجنان : ٣٤٧ ـ ٣٤٨.