باطنهم»(١) ، وفي هذا النمط يكون الحديث عن الغائب وما يختصّ به من مكارم وفضائل ، فآل البيت عليهمالسلام هم المختصّون بهذه الصفات ، فحكمهم أمارة ودليل على علمهم الواقعي الذي يحيط بالعلل الحقيقية للتشريع ، لأنّهم مَعدِن حُكْمِ اللهِ وسِرِّهِ ، وعَيْبَة عِلْمِ الله وخزنته ، وأنّ ما ظهر منهم على أيّ جهة كانت مُخبِرٌ عن بواطنهم القدسية ، لذا ورد في زياراتهم ما يوجب علينا الإيمان بظاهرهم وباطنهم والتسليم لهم في ذلك كلّه ، ومن ذلك قول الزائر : «مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَجَهْرِكُمْ وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ»(٢).
النمط الثالث : المبتدأ معرّف بأل والخبر معرّف بالإضافة ، ومنه قوله عليهالسلام : «التَّقْوى بابُ كُلِّ تَوْبَة ، ورَأْسُ كُلِّ حِكْمَة ، وشَرَفُ كُلِّ عَمَل»(٣) ، فقد اختصّ الإمام المجتبى هذه الفضيلة ليبيّن عن آثارها النافعة ، من باب الحثّ على التخلّق بها والسعي لتحصيلها ، والتقوى هي الغاية المبتغاة من العمل العبادي كلّه ، وقد رسم القرآن الكريم طريق الوصول إليها ووسمها بآيات بيِّنات فقال : (ذلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِا لاْخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)(٤).
__________________
(١) بحار الأنوار ٧٥ / ١٠٥.
(٢) مفاتيح الجنان ٤٥.
(٣) بحار الأنوار ٧٥ / ١١٠.
(٤) البقرة : ٢ ـ ٤.