ولا غرابة أن يخصّها الإمام المجتبى بهذه الفضائل ، فيعرّفها بهذه الأوصاف الشريفة ، ذلك أنّه «لا عِزَّ أعزُّ من التّقوى»(١) ، فبها تُستَحصل مكارم الأخلاق جميعها في الدنيا والآخرة.
خلاصة البحث :
يمكن إجمال خلاصة البحث في النقاط الآتية :
١ ـ جارى البحث أحكام اللغة في القول بالاختصاص في أجزاء من كلام الإمام الحسن عليهالسلام ، وإلاّ فالثابت أنّ كلام آل البيت عليهمالسلام بأجزائه كلّها هو موضع عناية واختصاص ، ذلك أنّهم يستقون معاني كلامهم من معدن الفيض الإلهي ويعبّرون عنه بأعلى درجات البيان ، واستند الباحث في ذلك إلى أنّهم عليهمالسلام كلّموا الناس وفق سنن لغتهم ، وأمروهم أن يعربوا كلامهم على وفق سنن العربية ، فهم قوم فصحاء.
٢ ـ تنوّعت وسائل الاختصاص في كلام الإمام المجتبى ، وقُسِّمت في متن البحث على مطالب خمس ، وكان أكثرها وروداً الاختصاص بالتقديم والتأخير.
٣ ـ أظهر البحث أنّ الاختصاص بالتقديم والتأخير في كلام الإمام عليهالسلام ، يرد حيث يقتضيه الغرض ، ومن ذلك قول المجتبى : «أو تغتاب عندي أحداً» ، فكان التقديم فاصلاً بين الفعل (تغتاب) ومفعوله (أحداً) أمارة على
__________________
(١) نهج البلاغة باب الحكم : ٨٢.