تَشْكُرُونَ)(١) وقوله تعالى : (اِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)(٢) وقوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ)(٣) وقوله تعالى : (قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ)(٤) وقوله تعالى : (وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ)(٥) وقوله تعالى : (أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ)(٦) وقوله تعالى : (أُولَـئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ)(٧). فهذه الآيات والبالغة سبع وعشرون آية تقدّم فيها ذكر السمع على البصر ، وغالباً ما يأتي السمع مفرداً والبصر جمعاً ، فتقدّم السمع هنا لأنّه هو المتقدّم عند ولادته الإنسان؛ فأولى المُدركات هي حاسة السمع عند الطفل وعندما تنتهي حياة الإنسان فآخر حاسّة تبقى معه هي السمع وهي الحاسة الوحيدة التي تبقى فاعلة حتى لو نام الإنسان وهي الحاسّة التي ليس عليها ما يمنعها من غطاء أو غيره بخلاف البصر فالبصر يتحكّم الإنسان به إرادياً. ولذلك فهذه الحاسة تبقى يقظة عند الإنسان وأصحاب الكهف لم يناموا لولا أن ضُرب على آذانهم كما في قوله تعالى :
__________________
(١) سورة النحل: ٧٨.
(٢) سورة الإسراء: ٣٦.
(٣) سورة المؤمنون : ٧٨.
(٤) سورة المُلك : ٢٣.
(٥) سورة فُصِّلت : ٢٢.
(٦) سورة يونس : ٣١.
(٧) سورة النحل : ١٠٨.