(فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً)(١).
المثال الثاني : هو تعليله لقوله تعالى : (غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ) ، فلماذا أَسنَدَ سبحانهُ وتعالى الغضبَ لغيره والنعمة له بقوله تعالى : (الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ) ، قال السيّد علي الحائري : «وإنّ الغضب صادر عن الغير بسبب أنّ الغير صار سبب الغضب ، فالمناسب أن يقول غير الذين غضبت عليهم فصار الكلام في قوة التصريح في جانب الرحمة والتعريض في جانب العقاب»(٢) أي أنّه تعالى خصّ النعمة به والغضب جعل مصدره مجهولاً وعامّاً ، فهو غضب من الله الناس والمخلوقات فهو غير محدّد.
والمثال الثالث : تعليله لتكرار قوله تعالى : (قُلْنَا اهْبِطُواْ) فقد وردت في قوله تعالى : (وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْض عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِين)(٣) وقوله تعالى : (قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)(٤) ، فقال السيّد علي الحائري هو «استئناف مبنيّ على سؤال يَنسَحبُ عليه الكلام كأنّه قيل : فما وقع بعد قبول توبته؟ فقيل : (قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا) من الجنة (جميعاً) ، وفي تكرير الهبوط؛ فقيل : الهبوط الأوّل من الجنّة إلى السماء ،
__________________
(١) سورة الكهف : ١١.
(٢) مقتنيات الدُرر ١/٥٠.
(٣) سورة البقرة : ٣٦.
(٤) سورة البقرة : ٣٧.