الحِميري أحد علماء القرن السادس الهجري (ت ٥٧٣ هـ) أنّه واحدٌ من التبابعة إذ يقول «وتُبَّع واحد التبابعة من ملوك حِمير ، وسمّي تُبّعاً لكثرة أتباعه ، وقيل : سُمّوا تبابعة لأنّ الآخر منهم يتبع الأوّل في المُلك ، وهم سبعون تُبّعاً ملكوا جميع الأرض ومَن فيها من العرب والعجم ، قال لبيد بن ربيعة الكلابي(١) :
فإن تسألينا فِيم نحن فإنّنا |
|
عصافيرُ من هذا الأَنامِ المُسَحَّرِ |
عبيدٌ لحيِّ حِمير إنْ تملّكوا |
|
ويظلمنا عمّالُ كِسرى وقَيصَرِ |
ونحن وهمُ ملكٌ لحِمير عنوةٌ |
|
وما إنْ لنا من سادة غيرَ حميرِ |
تبابعةٌ سبعون من قبلِ تُبَّع |
|
تولّوا جميعاً أزهراً بعد أزهرِ |
وقال النعمان بن بشير :
لنا من بني قحطان سبعون تُبّعاً |
|
أطاعت لها بالخرج منها الأعاجم |
وقال عبد الخالق بن أبي الطلح الشهابي :
نَعدُّ تبابعاً سبعين منّا |
|
إذا ما عَدّ مكرمةً قبيلُ |
ولكن تبّع الأوسط منهم مؤمناً ، وهو أسعد تبّع الكامل بن ملكي كرب بن تُبّع الأكبر بن تُبّع الأقرن وهو ذو القرنين الذي قال الله تعالى : (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّع وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)(٢) ، وكان من أعظم التبابعة ومن أفصح شعراء العرب ولذلك قال بعض العلماء فيه ، ذهب
__________________
(١) ديوان لبيد بن ربيعة العامري : ٥٦.
(٢) سورة الدخان : ٣.