ملك تبّع بشعره ولولا ذلك ما قُدّم عليه شاعر من العرب ، ويقال : إنّه كان نبيّاً مرسلاً إلى نفسه لما تمكّن في الأرض ، والدليل على ذلك أنّ الله تعالى ذكره عند ذكر الأنبياء ، فقال : (وَقَوْمُ تُبَّع كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ)(١) ولم يُعلم أنّه أُرسِلَ إلى قوم تُبّع رسول غير تُبَّع وهو الذي نهى النبي (صلى الله عليه وآله) من سبّه بقوله : (لا تسبُّوا تُبّعاً فإنّه كان قد أسلم)(٢) ، لأنّه آمن به قبل ظهوره بسبعمئة عام ، وليس ذلك إلاّ بوحي من الله عزَّ وجلّ ...
ومنهم : تُبّع الأقرن وهو ذو القرنين الذي ذكره الله تعالى في كتابه في سورة الكهف بقوله : (وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً)وسُمَّي ذو القرنين لأنه ولد وقرناه أشيبان وسائر شعر رأسه أسود وكان مؤمناً صالحاً»(٣).
وفي مكان آخر من كتابه شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم قال نشوان بن سعيد الحميري : «الصّعب : اسم ذي القرنين السيّار؛ قال لبيد :
لو كان حيٌّ بالحياة مُخَلَّدا |
|
في الدهر خَلَّده أبو يكسوم |
والصَعبُ ذو القرنين أصبحَ ثاوياً |
|
.................... |
وعن علي بن أبي طالب وابن عمه عبد الله بن عباس رضياللهعنه : أنّ ذا القرنين السَيَّار ، هو الصعب بن عبدالله بن مالك بن زيد بن سدد بن حِمير الأصغر ،
__________________
(١) سورة ق : ١٤.
(٢) أخرجه أحمد بن حنبل (ت ٢٤١ هـ) في مسنده ٥/٣٤٠.
(٣) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ٢/٧١٥.