وعلى حدّ قوله فإنّ هذا الرأي يتأيّد بما جاء في صحيفة دانيال وصحيفة إشعياء ... ثمّ ألّف الحكيم نور الدين القادياني كتابه المسمّى بـ : تصديق براهين أحمدية وجاء بهذا الرأي بمزيد من التفصيل ، فقد استعرض قصّة رؤيا دانيال وتأويلها على لسان جبريل وحاول تطبيقها على (قورش) وأثبتَ له صفة ذي القرنين»(١).
وقبل أن نشرع في عرض رأي أبي الكلام آزاد يتبيّن لنا أنّ المفسّرين الهنود يميلون إلى أنّه (قورش) الفارسي ، وأنّ نشوان بن سعيد الحِميري يؤكّد على أنّه من اليمن كما مرّ بنا سواء أكان هو الصّعب أو من التبابعة.
كانت رؤيا دانيال هي من حَفّز الباحثين على أنّ ذا القرنين هو نفسه (قورش) وكذلك «لا ينبغي أن ننسى أنّ (قورش) كان من متّبعي مذهب (مزديستا) أي الدين الزرادشتي ، وهذا أمرٌ له أهمّية خاصّة في العلاقة التي كانت بين الفارسيّين والإسرائيليّين ، فمن المعلوم أن الوثنية كانت عامّة شاملة في العالم كلّه لم يشذّ عنها إلاّ فئتان إثنتان : اليهود والزرادشتيّون ، وأنّ (قورش) هو منقذ اليهود من السبي البابلي ، فقد بعثه الله لإنقاذ بني إسرائيل ممّا كانوا من البلاء العظيم ... فقورش لقّب في كلام أشعياء النبي براعي الله ومسيحه ... وما دام الأمر كما ذُكر فطبيعة الحال تقتضي المقصود في سؤال اليهود عن ذي القرنين»(٢).
__________________
(١) المصدر نفسه : ١٩ ـ ٢٠.
(٢) المصدر نفسه : ٣٩ ـ ٤٠.