وضبطاً في مجالس متعدّدة ، آخرها حادي عشري جمادى الآخر من سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة هلالية هجرية ، وكتبه أضعف العباد أحمد بن محمّد ابن فهد عفا الله عنه. وهذه النسخة عتيقة مصحّحة محشّاة ، وعليها بلغات من ابن فهد ، كما أنّ لابن متوّج حواشي وتعليقات كثيرة وفوائد جدّاً على هذه النسخة. يقول الأفندي : هذا الشيخ المجاز له يعرف بابن المتوّج البحراني ، كما أنّ والده أحمد الفقيه معروف بذلك ، فعلى هذا يرتفع إشكال هذا المقام ، وهو أنّ ابن المتوّج كان من معاصري الشيخ مقداد المقدّم على ابن فهد ، بل معاصر للشهيد أيضاً كما بالبال(١). وقال : كلّ ما يحكي الشيخ مقداد في كنز العرفان وغيره بعنوان (الشيخ المعاصر) فمراده ابن المتوّج البحراني ، وحينئذ كيف يتصوّر كون ابن المتوّج من تلامذة ابن فهد المتأخّر عنه؟ إذ الجواب : أنّ والده أحمد الفقيه المشهور كان من المعاصرين للشيخ مقداد ، والولد وهو الشيخ ناصر الدين أبو عبد الله هذا قد كان من تلامذة ابن فهد المتأخّر عنه ، فتأمّل(٢). وقد أجازه أستاذه ابن فهد الحلّي بإجازة كتبها له على آخر كتاب الدروس الشرعية للشهيد ، وهذا نصّها : أمّا بعد حمد الله : فقد قرأ عليّ المولى الشيخ الفاضل ، الورع العلاّمة المحقّق المدقّق ، صاحب الفهم الثاقب ، والفكر الصائب ، أفضل المجتهدين زين الإسلام والمسلمين ، شرف الملّة والحقّ والدين ، أبو عبد الله ناصر الدين محمّد ، نتيجة الإمام العالم المتبحّر ،
__________________
(١) نفس المصدر : ٤٦٠.
(٢) نفس المصدر : ٤٥٦ و٤٦٠.