الطبيعية والمرضية إلى الجنس والرغبة الجنسية والعقد الناتجة عنها ، وبنى مدرسة تحليلية نفسية قائمة على نظرياته هذه ، والتي لم يوافقه عليها ويتبعها إلا القلة من المهتمين بعلم النفس وأمراضها. ولقد أثبت الوقت والتجربة والنتائج في المعالجة النفسية حسب نظريات فرويد عدم صحة أكثرية نظرياته ، بل وخطورة تطبيقها وخاصة أنها معقدة وقد فهمت بصورة ملتوية من أكثر المتعلمين من الناشئة.
وما كنا لنتطرق هنا ل «فرويد» ونظرياته لو لا الأثر السيئ المدمر الذي تركته في تصرفات الناشئة ، إذ فهموها دعوة إلى الإباحية الجنسية ، والتحلل من القيم الأخلاقية الحقة التي تدعو إليها الأديان السماوية ، والتي اعتبرها «فرويد» أوهاما وتعقيدا للناشئة إذ كتب يقول : «الدين هذا الوهم» ولقد حصدت بعض المجتمعات الغربية النتائج التي يعلمها الجميع في نفوس الناشئة التي حاول «فرويد» أن يحللها من عقدها النفسية ، فقادتها بعض نظرياته وربما الفهم الخاطئ لأكثرها ، وكذلك نظريات أكثر المدارس النفسية الوجودية والمادية الإلحادية ، إلى ما هي عليه اليوم من التردي في القيم الأخلاقية والأمراض الجسدية النفسية المعروفة من الجميع. ولا نرى «لفرويد» من أثر خيّر في علم النفس إلا أنه بلور بعدا جديدا في النفس الإنسانية هو اللاشعور وتأثيره المرضي المجهول في بعض التصرفات والانفعالات الإنسانية.
إن الغريزة الجنسية هي حاجة أساسية كبقية حاجات النفس التي عددناها في بداية هذا الفصل ، ولكنها ليست كل الحاجات ، وجموح الغريزة الجنسية دون أي وازع ديني صحيح ، أو كبتها وطمسها ومنع التحدث عنها بفعل مفهوم أخلاقي أو ديني أو اجتماعي خاطئ هو الذي يقود إلى العقد النفسية الجنسية وينعكس سلبا على شعور الإنسان وتصرفاته.
ولقد نظم الإسلام من خلال القرآن الكريم والحديث الشريف