والسيرة ، الأسس الصحيحة للتربية الجنسية ، التي تكفل للفرد حياة جنسية سليمة بعيدة عن العقد ، وسنفصل ذلك لاحقا في كتاب «التنشئة الإسلامية وعلم النفس» إن شاء الله.
أما القول بأن جميع أمراض النفس العصابية واضطرابات الشخصية وحتى الأمراض الذهانية نابعة من عقد جنسية تبدأ مع ولادة الإنسان وتمتد حتى سن المراهقة كما يدعي فرويد ، وحسب تجذر وبقاء هذه العقدة الجنسية أو تلك ، خلال المراحل التي يمر بها الطفل والولد والمراهق ، تنشأ الأمراض النفسية العصابية المختلفة ، فلقد أثبت الواقع ونتائج المعالجة النفسية التحليلية حسب مبادئ فرويد ، وبعد ما يقرب من ثلاثة أرباع القرن على اتباعها من بعض الأطباء النفسيين أن في مبادئ فرويد بعدا كبيرا عن معرفة ماهية النفس الإنسانية وتفهم أسباب العقد النفسية التي تتحكم في تصرفاتها.
ولو سلمنا جدلا مع فرويد وأتباع مدرسته بإرجاع أغلب مظاهر الأمراض النفسية العصابية واضطرابات الشخصية إلى عقد جنسية متأصلة ومتجذرة فينا منذ الولادة وحتى البلوغ ، واستطعنا أن نقنع المريض بقبول المعالجة النفسية التحليلية على طريقته [وهذه تتطلب على الأقل وباعترافهم أنفسهم مدة ثلاث سنوات من المعالجة المستمرة وبمعدل ثلاث جلسات في الأسبوع مع نتيجة غير مضمونة طبعا ، ومبلغا باهظا من الأتعاب الطبية يجب أن يدفعه المريض ، إذ حسب مبادئ فرويد في التحليل النفسي ، يجب أن تصدم المريض النفسي وتدفّعه غاليا ليشفى ، كيف لا وهو اليهودي في تربيته ومعتقده؟].
وبعد ثلاث سنوات من المعالجة المستمرة والنزف المالي الدائم ، يصل المريض النفسي إلى أن يكتشف بنفسه إحدى العقد الجنسية الدفينة التي ترجع