٤ ـ طغيان الإنسان
(كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى) (العلق : ٦).
هذا هو الإنسان ، إنه يطغى في كل شيء ، عند ما يجد في نفسه القدرة على ذلك ، فيضيع في متاهات العقد النفسية ، فيصبح تبعا لأهوائه وشهواته وطاغوته النفسي.
كان وما يزال كما وصفه أعلم العالمين به : هلوعا ـ جزوعا ـ منوعا ـ ظلوما ـ جهولا ـ فخورا ـ مغرورا ـ قتورا ـ كفارا ـ مفسدا ـ سفاكا للدماء ـ لا عزم له ، إلا من أسلم قيادته لله. والإسلام هو التزام وعمل بتعاليم السماء الحقة ، وتعاليم السماء الحقة لا تتعارض مع العلم ، بل هي العلم الحق ، وكل علم ثابت يؤكد أن كل ما جاء في القرآن الكريم هو الثابت والحقيقي في كل مجالات العلوم.
والإسلام إذا فهم ودرّس وطبق بصورة منهجية علمية في البيت والمدرسة والمجتمع ، هو وحده القادر كنظام سماوي متكامل لا ثغرة فيه على أن يخلص الإنسان من كل عقده النفسية ، بل يتسامى بها فيحول عقد الموت وحب الحياة إلى فضيلة الجهاد وطلب الشهادة ... وعقد الحرمان والنقص والتعالي ، إلى فضائل المحبة الصادقة والثقة بالنفس والتواضع والصبر ، وعقد الحرص والشح إلى فضيلة الإحسان والإيثار ، وعقد الجنس إلى فضيلة العفة والترفع عن كل شهوة جنسية آثمة.
وتاريخ الإنسان العاقل فردا وجماعة ، منذ أن وجدت الإنسانية وحتى يومنا الحاضر هو خير تصديق لما أشرنا إليه أعلاه مصداقا لقوله تعالى : (وَالْعَصْرِ. إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ).