عشرات الآيات التي رسمت صفات هذه الشخصيات ، لا بل إن المولى سمى بعض السور الكريمة بأسماء بعض النماذج منها تحذيرا من خطورتها ، كسورة «المنافقون» و «المطففين» و «الكافرون».
ب ـ الشخصية المريضة بصورة تفصيلية
هي الشخصية المنافقة ذات الوجهين : كاذبة ، تتستر وراء الدين والتقى لتصل إلى مآربها الخسيسة : (يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ).
وقد ينخدع بعض الناس بجميل مظهرها الخارجي وحلاوة أقوالها ، ظاهرها جميل وباطنها فارغ أجوف عفن : (وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ، كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ). «وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه» (حديث شريف).
وهي الشخصية الجبانة (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ).
وهي الشخصية المكابرة ، المغرورة ، المتعالية التي يئست من رحمة الله : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) (المنافقون : ٥).
وهي الشخصية المفسدة ، التي تعيث في الأرض فسادا ، وبالرغم من ذلك لا تشعر بإفسادها ، بل تعتبر نفسها مصلحة : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ).
وهي الشخصية المشككة المرتابة بكل شيء ، بالله والناس : (فِي