٤ ـ المصيبة كدواء
والمعنى الرابع للمصيبة أنها قد تكون دواء للفرد بإعادته إلى طريق الخير وسبل الإيمان : (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ). وكثير من الناس استشفّوا من خلال ما حل بهم من مصائب معنى ساميا قادهم إلى الإيمان الصادق. أما المكابرون ، ممن جعلوا آلهتهم أهواءهم وأضلهم الله على علم مسبق عنده بما في نفوسهم حاضرا ومستقبلا فلا فائدة ولا دواء لهم مما يصيبهم من بلايا في هذه الدنيا : (وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ. وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ) (المؤمنون : ٧٥ ـ ٧٦).
٥ ـ المصيبة كنتيجة لأوامر النفس الأمارة بالسوء
(المصيبة من نفسك)
(وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى : ٣٠).
يعرف أكثر الناس أن الزنى والخمر هما السبب لما يقرب من سبعين مرضا ومصيبة قد تحل بهم ، ورغم ذلك يشربون الخمر ، ويزنون عن سابق علم ومعرفة ، كما يعرف أكثرهم أن زواج الأقارب من أهم الأسباب في انتقال الأمراض الوراثية ، ومع ذلك يتزوجون من أقاربهم. وإن الإفراط في المأكل والمشرب هو من أهم الأسباب في ارتفاع الضغط الشرياني وتصلب الشرايين القلبية والدماغية ومرض السكري وتراهم مع ذلك متخمين في المأكل والمشرب. ولو اتبعوا تعاليم الهدي القرآني لما أصابهم ما كسبت أيديهم من أمراض : (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى) (طه : ٨١) (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً) (الإسراء : ٣٢).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ