والخوف منه ، وعقد النقص والتعالي وحب الجاه والمركز ، وعقد همّ الرزق وخوف المستقبل وعقدة حب المال وعبادته!!!
أنام منذ عرفت الإيمان قرير العين لا خوف من موت بالسكتة القلبية أو بنزيف دماغي صاعق ، ولا خوف من تورم سرطاني في الدماغ أو شلل شقي ، أو إصابة برصاصة طائشة قاتلة أو بصاروخ مدمر ، ما دام الموت هو بيقيني منذ تمرست بسلوك الإيمان ، انتقال من حياة دنيا زائلة إلى حياة فضلى خالدة ، وإلى أن قضائي وقدري هو بيد المولى الذي جعلته وليي وهو أرحم الراحمين. وقد طمأنني في كتابه الكريم بأنه (يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) وأنه (كانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) وأنه هو يحيي ويميت وأن (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى) وأن (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ كِتاباً مُؤَجَّلاً) وأنه (يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) وكل إنسان ، مهما كانت مهنته وعمره معرض في كل لحظة وخاصة عند ما يخلو لنفسه لأفكار تخويفية لا يجد حلّا جذريا لها إلا بالإيمان أو حلّا وقتيّا بأخذ المسكنات والمنومات والتردد إلى عيادات الأطباء.
لم يعد أولادي الثلاثة يشعرون بالخوف ، منذ أن عوّدتهم وهم صغار على الصلاة ، وشرحت لهم معناها ومعنى كلمة «الله أكبر» وبأنه أكبر وأقوى من أي شيء يخوفهم سواء أكان حقيقة أو وهما في أذهانهم ، لم يعودوا عرضة للنوم المتقطع ، أو الأحلام المزعجة أو الكوابيس ، أو القيام وسط الليل والاندساس في فراشي أو فراش والدتهم ، أو عدم القدرة على النوم إلا في فراش والدتهم وهي بقربهم حتى يناموا ، كما يفعل الأولاد ممن أعالج يوميّا ، ومنهم من يبقى على عدم القدرة على النوم إلا في فراش والدته حتى المراهقة ، وكلها أعراض تدخل في حقل اضطراب النوم عند الأطفال والأولاد وما أكثرها ، ولا شفاء لها إلا بوجود جو عائلي إيماني صحيح.
وولدي الأوسط ، عمره عمر الحرب الأهلية في لبنان تجاوز بنجاح