وشفاء تام ، الخوف الطبيعي من أصوات الرصاص والمتفجرات الذي فرضته ظروف قاهرة ظالمة ، بعد أن شرحت له من واقع ديني إيماني معنى الموت ، ومصيره بعد الموت ، وكيف أن طاعة الله والصلاة تنجيه وتحميه من كل ما يخيف ، فأصبح لدى سماع أية انفجارات وما أكثر ما سمعها ، يصرخ «الله أكبر» .. (سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) وكأن هذه الكلمات هي السحر العجيب لكل ما كان يعانيه من آثار الخوف من اضطراب ورجفة واصفرار في الوجه وتسارع في ضربات القلب وضياع حتى فقدان الوعي ، على حين أن الكبار ممن لم يدخل الإيمان في قلوبهم ، تراهم يتسارعون إلى الملاجئ خوفا ورعبا ، وهو يضحك بعفوية وطيبة صائحا بهم : «صلوا ما بتعودوا تخافوا»!!!
أجل لقد تخلصت وبفضل الإيمان وأنا على أعتاب الخمسينات من العمر ، مما هو برأيي منغّص في كل دقيقة أو ثانية لحياة الفرد العادي ، عنيت بذلك حرقة الطلب في طلب الحصول على «الأشياء» أو التعلق بها. فلا المال ولا اللذات ولا الجاه ولا المركز ولا الأولاد يسعدوني أو أسعدوني ، كل ذلك متاع زائل ، ولكن التسليم لله والإيمان به وبكل ما قضى وشرّع ، جعلني سعيدا راضيا في دنياي الحاضرة ، قرير البال بالنسبة لغدي ومماتي وما بعده!!
لقد أوصلني إلى الطمأنينة ـ (أي السعادة) ، سلوكي لطريق الإسلام الصحيح ودراستي علميّا لتعاليمه وتطبيقها ، فوجدت بعد الممارسة أني في الطريق الذي يسعد ، فبدأت منذ سنوات بإرشاد أصدقائي ومرضاي المتعبين نفسيّا وجسديّا إليه ، إلى طريق الإيمان الصحيح ، طريق السعادة. وآمل في هذا الكتاب أن أعمم التجربة لمن أراد أن يؤمن : (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ).
٢ ـ إنها تجربتي المهنية مع الإيمان
قبل أن أرتمي في أحضان الإيمان وأجد السعادة ، مارست الطب العام