لأعراضه النفسية ، أن يبدأ ممارسة طريقة العلاج الإيماني. ونحاول من خلال حوارنا مع المريض ، وعلى ضوء العقد النفسية التي تتحكم في الأعراض التي يشكو منها ، والفائدة التي يحصل عليها أن نرى مقدار استعداده ، للتخلي لا شعوريّا عن أعراضه الظاهرة التي يريد الشفاء منها ، إذ في بعض الحالات كعصاب الهستيريا وغيره لا يريد المريض ذلك كما أنّ كثيرا من الأعراض النفسية هي بالنسبة لبعضهم مصدر ابتزاز للغير أو تلبية لرغبات ونوازع دفينة أو ظاهرة لا يريد المريض حقيقة أن يتخلى عنها. وعلاج مرضى كهؤلاء يتطلب الكثير من الوقت بل إن كثيرا منهم يرفض المعالجة بهذه الطريقة لا بل يسخر منها أو يقطعها بعد عدة جلسات.
٥ ـ استطباباتها
أكثر حالات العصاب كعصاب القلق وعصاب الخوف وعصاب الوسوسة أو داء السلوك الجبري وعصاب الشخصية ، والقلق النفسي بمظاهره النفسية والعضوية ، هي من استطبابات العلاج النفسي الإيماني.
ونحن من خلال معالجتنا التحليلية الإيمانية للمريض نحاول أن نتدرج به علميّا إلى أن يؤمن ويوقن بأن القرآن الكريم هو كتاب الله وتشريعه ، وهذه الحقيقة لا نفرضها على المريض فرضا بل عن طريق العلم والمنطق. فالإنسان لا يطبق تطبيقا سليما وصادقا تعاليم الله ، وينصاع لما أمر به إلا إذا أقنعناه علميّا ومنطقيّا ولم نفرض عليه فرضا دينه كمسلّمات.
الهداية والضلال هما عرض وتقديم وليسا فرضا في كتاب الله الكريم
لم يؤمن بعض الأصدقاء ممن سلكنا بهم طريق الإيمان ، وينتقلوا من خانة المسلم بالهوية واللسان إلى خانة المؤمن الممارس الآخذ بالأركان ، إلا بعد أن اقتنعوا علميّا بأن القرآن الكريم هو منطقيّا كلام الله ، فمن قال منذ خمسة عشر قرنا (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) ثم جاء العلم في