إن فكرة الحياة والموت هي في ضمير وشعور وتصرف كل مخلوق حي ؛ هو يفتش عن أسباب الحياة التي تؤمن وجوده واستمراريته ويهرب من الموت ومسبباته. هذا التصرف هو بيولوجي غريزي مكتوب في الثروة الوراثية عند كل حي ، كما كشف العلم ذلك منذ عشرات السنين فقط مصداقا لقوله تعالى :
(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (الملك : ٢).
ولئن لم تحدث فكرة الموت والحياة أي مشكلة سلوكية ، أو نفسية ، أو فلسفية بالنسبة للمخلوقات المسيرة من خالقها ، فللحياة والموت معان عدة بالنسبة للإنسان العاقل ، وهو المخير دون سائر المخلوقات. فمن غريزة حب الحياة والبقاء والمحافظة عليها ، نشأت عقدة الموت عند الإنسان العاقل ، وهي أهم وأصعب العقد الرئيسية عنده ، وكل المدارس الفلسفية أو النفسية أو المادية التي تعرضت لمعنى الحياة وحاولت إيجاد الحل الشافي لعقدة الموت ، وما يمثله ، فشلت في إيجاد الحل المقنع لها ، إلا الإسلام الذي أعطى الحل المنطقي الشافي لها من خلال دستوره : القرآن الكريم ، والحديث الشريف ، والسنة العطرة.