وكل ما سننشره لاحقا بإذن الله في موضوع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ما هو إلا محاولة متواضعة لإعطاء الدليل المنطقي العلمي على أن القرآن الكريم هو كلام الله ويجب الاعتقاد به ككل ، فهناك مئات الآيات العلمية في حقول العلوم المادية التي سبقت بمضمونها العلم بقرون لا يعقل أن تكون منطقيا إلا من لدن الله ، أما فكرة البعث بعد الموت ، فيجب اليقين بها من باب المنطق والقياس لأنها لا تقع تحت سلطان التجربة ، والحواس وهي غيب ، ولا يوجد إيمان صحيح إلا مع يقين بالآخرة (وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ).
والمنطق السليم يفرض اليقين بكل ما جاء في القرآن الكريم ، ومنه الآيات الغيبية التي لا تقع مضامينها تحت سلطان العلم والحواس كالجنة والنار والملائكة والعرش ما دام في القرآن الكريم مئات البراهين العلمية المادية التي تخضع مضامينها لسلطان الحواس والتجربة ، وقد جاء العلم الصحيح يطأطىء الرأس أمام إعجازها ، ولا يستطيع كل ذي عقل ومنطق إلا أن يقرّ بأنها من لدن الله ، أما أن نوقن بهذه الآيات لأن العلم بيّنها بالصورة ورأيناها بالعين ، وننكر الآيات الغيبية لأن العلم والحواس لا يستطيعان تبيانها ، فهذا هو عين المنطق الازدواجي المرضي وهو منطق الملحدين الماديين.
١ ـ الموت في المفهوم القرآني
(وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا) (النجم : ٤٤)
أ ـ لا شفاء من الموت
يعتقد أكثر الناس في أعماق شعورهم ولا شعورهم وإن أنكروا ذلك بألسنتهم أن العلم سيجد يوما ما علاجا شافيا من الموت ، وهناك قلة من العلماء المهووسين يفتشون ويصرحون علنا بأنهم سيجدون يوما ما العلاج الشافي من الموت ، وما بدعة حفظ الأموات في الثلاجات بحرارة ٢٨٠ درجة