الاجتماعية والاقتصادية التي نتجت عنها ، والتي تحارب الدين أو تفصله عن تسيير شئون الإنسان ، يجد أنها كانت نتيجة مباشرة لفقدان البرهان المنطقي العلمي في بعض الرسالات السماوية ، نتيجة تحريفها على يد الإنسان ، أو كنتيجة أيضا لإساءة فهم ونشر وتطبيق النصوص السماوية التي لم تحرف ، من قبل القائمين على تبليغ الدعوة ونشرها.
ولو تقصينا أيضا أسباب الصحوة الإيمانية الجديدة اليوم ، واعتناق عشرات الألوف من الغربيين الإسلام ، والتشبث المستميت من الأقلية المسلمة بعقيدتها في بعض البلدان ، بالرغم من تألب قوى التبشير والإلحاد ضدها ، لوجدنا أن من الأسباب الرئيسية لذلك ، هو أن الإسلام يقدم للإنسان العاقل المفكر ، البرهان الذي لا يتعارض مع معطيات المنطق والعلم الصحيح ، بل يعززها ويرسخ في نفسه بذور إيمان الفطرة التي وضعها فيه خالقه. وكل دعوة دينية ، لا تلتزم طريق العقل والمنطق والعلم ، لا تنتج في رأينا إلا إيمانا تقليديا ، سريع العطب ، حتى ولو كانت النصوص السماوية صادقة لم تطلها يد التحريف ، إذ لا يقوى أمام قوى الباطل المنظم والذي يغلب الحق غير المنظم ، إلا دعوة دينية قائمة على منهجية علمية منظمة ومستندة إلى الحجة والبرهان والدليل ، وكلها موجودة في النصوص السماوية التي لا تكون كذلك إلا إذا لم تتعارض مع كل منطق سليم وعلم ثابت صحيح.
١ ـ إيمان الفطرة
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً ، فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها ، لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ، ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ، وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ). (الروم : ٣٠).
الإنسان بطبيعته مفطور على الإيمان ، بما أودعه فيه المولى من عقل