أرواح لها؟ فقال رسول الله : والذي نفس محمد بيده ، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم. (رواه البخاري).
ولقد صدر منذ سنوات ، كتاب عنوانه الحياة بعد الموت ، للدكتور مودي ، يتكلم عن مائة وعشرين حالة وفاة طبية وقتية ، توقف خلالها قلب المريض ، أقل من ثلاث دقائق ، وعاد بعدها للخفقان. وتحدث أصحاب هذه الحالات ، الذين مروا بموت طبي مؤقت (أي توقف القلب لمدة تقل عن ثلاث دقائق ثم عودته إلى الخفقان) عن تجربة روحية قريبة من حياة البرزخ ، وهو كتاب نجد فيه بعضا من الحقائق التي تؤيد حياة البرزخ.
ج ـ (رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ)
(قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ، فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) (غافر : ١١).
المولى سبحانه وتعالى أحيانا اثنتين : حياة النشأة الأولى ، أي الحياة الدنيا الفانية ، حياة الجسم والنفس والروح ، ثم الحياة البرزخية الروحية بعد موت النفس في الحياة الدنيا وقبل النفخة الأولى في الصور. والحياة الثانية هي حياة النشأة الأخرى ، الحياة الخالدة ، حين البعث وهي حياة بالجسم والنفس والروح أيضا. وهناك خطأ كبير يجب أن لا يقع فيه كل مؤمن ، إذ يعتقد بعض الناس أن حياة النشأة الأخرى هي حياة روحية فقط ، وعشرات الآيات الكريمة تؤكد بأنها حياة روح وجسد ونفس : (عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ. مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ. يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ. بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ. لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ. وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ. وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ. وَحُورٌ عِينٌ. كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) (الواقعة : ١٥ ـ ٢٣). هل هذه صورة مادية أم لا؟ وهل الروح تأكل وتشرب وتتزوج إذا كانت حياة النشأة الأخرى هي حياة بالروح فقط ، كما يفهم البعض؟