والانتحار لا وجود لها في كل حزن طبيعي ، فالإنسان العاقل ، وهي صفة كل مؤمن ، لا يقنط من رحمة الله (إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ) (يوسف : ٨٧).
فاليأس من الحياة وأقصى درجاته ، محاولة الانتحار ، لا وجود له عند كل مؤمن عقل هوية المصيبة في القرآن الكريم ...
ب ـ الإحباط النفسي الذهاني أو الداخلي :
وهي حالة مرضية قد تصاحب أكثر الأمراض العقلية الذهانية وهي أمراض ، منها وراثي ، يتأتى أكثرها من مسببات عضوية كشف العلم بعضها ؛ كاضطراب في عمل الخلايا العصبية الدماغية نتيجة زيادة أو فقدان بعض المواد الكيميائية التي تحكم عملها ، وهذا النوع من الاحباط النفسي هو مرض عضوي علاجه كبقية الأمراض العضوية بالأدوية ، وهو بلاء من الله عند المؤمن ، مصداقا لقوله تعالى : (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (آل عمران : ١٨٦). (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) (البقرة : ١٥٥).
وقد وجدنا أعراض هذا النوع من الانهيار النفسي خفيفة عند المؤمن الصادق ، فلا وجود لظاهرة الانتحار عنده (علما أنها أكثر الأعراض وجودا وإزعاجا في هذا الشكل من الإحباط النفسي) ، فالمؤمن لا يخشى بخسا ولا رهقا من كل المصائب والبلايا التي تحل به في هذه الدنيا شرط أن يعقل معنى المصيبة في المفهوم القرآني مصداقا لقوله تعالى : (فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً).
ج ـ الإحباط النفسي العصابي :
وهو حالة مرضية قد تصاحب مختلف أنواع الأمراض العصابية ،