الإسلام لم يقدم فقط حلا شافيا لعقد الإنسان بل تسامى بها عند المؤمنين الصادقين إلى كبرى الفضائل : فتسامى بعقد الموت إلى فضيلة الجهاد وطلب الشهادة ، وتسامى بعقد النقص والتعالي إلى المحبة والثقة بالنفس والتواضع والصبر ، وتسامى بعقد الشح إلى فضيلة الإحسان حتى الايثار ، وتسامى بعقد الجنس إلى فضيلة العفة والترفع عن كل شهوة جنسية آثمة.
لذلك نحن نعتقد من زاوية إيمانية أولا ، وبحكم التجربة الشخصية المهنية ومن خلال فشل تجربة المدارس النفسية التي حاولت أن تعالج الأمراض العصابية والاضطرابات السلوكية من وجهة كيميائية ، أو تحليلية نفسية دون الأخذ بتعاليم السماء ، أن لا شفاء من القلق والخوف والإحباط النفسي وبقية الأمراض العصابية والاضطرابات السلوكية بصورة جذرية إذا لم يلتزم كل مريض بشيئين : وصفة طبية دنيوية موقوتة المفعول من أهل الاختصاص في الأمراض النفسية ووصفة روحية إيمانية هي الالتزام بتعاليم المولى وهي وصفة جذرية الشفاء من قوله تعالى : (فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة : ٣٨).