علم النفس ، خلافا لبقية العلوم المادية ، وكأكثر العلوم الإنسانية ، ليس علما بالمعنى المتعارف عليه ، أي مجموعة قوانين وثوابت أثبت الوقت والتجربة صحتها كالفيزياء والكيمياء والبيولوجيا وغيرها من علوم مادية ، لذلك يختلط في أذهان الناس ، وكثير من المهتمين بالعلوم النفسية التفريق بين الجسد والنفس والروح ، وخاصة بين النفس والروح فيجعلونهما في معنى واحد. ولقد ساهم في هذا الغموض كثرة النظريات والمدارس النفسية والفلسفية التي عالجت ماهية النفس ، والظواهر النفسية ومنشأها عند الإنسان والحيوان. والباحث المؤمن يجد في كتاب الله الكريم ، وهو كتاب الهداية والصيانة للنفوس ، كلمة الفصل في التفريق بين الجسد والنفس والروح ، والثابت الذي نعتمده للتعريف بالظواهر النفسية ومسبباتها وسبل الوقاية منها ، فهو الفصل وفيه تبيان كل شيء :
(وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل : ٨٩).
١ ـ النفس في التعريف القرآني
الكل يتكلم ويكتب في النفس ، والقلة تستطيع تحديدها وتعريفها