النفسية تفرزها الغدد الصم ومختلف المراكز العصبية التي تصب هذه المواد في الدم.
فالدم هو مستقر ومستودع لمئات المواد الكيميائية التي تتأتى من مختلف أجزاء الجسم : كالجهاز الهضمي والغدد الصم ، والخلايا العصبية المنتشرة في مختلف أعضاء الجسم والدماغ ، لذلك فإن القول بأننا نستطيع تغيير نفسية الإنسان بتغيير دمه هو قول سطحي ومرفوض.
٢ ـ علاقة النفس بالجسم والعقل والروح
البعض يجعل من النفس والروح شيئا واحدا والبعض الآخر يجعل من النفس والجسد أو العقل شيئا واحدا أيضا ، والحقيقة أن النفس والجسم والروح هي أشياء مختلفة.
النفس ليست الجسد ، فالجسد أو الجسم أو البدن هو وعاء النفس ، وقد عرّفناها بالدم ، ومسرح تأثيراتها وعوارضها وتصرفاتها ، والدماغ المفكر العاقل ، هو آلة العقل ، وهو الذي يجب أن يكون السيد والمسيطر على النفس ومسيّرها وإلا أصبح تبعا لها. أما الروح ونعرّفها بأنها أمر من المولى ومخلوق له كيان روحي فقط ، وسر من أسرار المولى ، فهي علة الحياة في كل خلق. وإذا سيطر العقل على النفس وفقا لتعاليم الخالق ، ارتاح الجسد والروح ووصل الإنسان إلى السعادة الحقيقية أي الطمأنينة والسكينة ، فالنفس والبدن والروح ، هي مخلوقات رئيسية ثلاثة في الإنسان ، تتفاعل تفاعلا وثيقا مع بعضها البعض ، ولكي يسعد الإنسان يجب أن يسيطر العقل المفكر وفق تعاليم الخالق على النفس وأهوائها ونزواتها ، أما إذا انعكست الآية فأصبح العقل المفكر تبعا للنفس الأمارة بالسوء فذلك متعب للروح وهي الجوهر ، وهي لا تسعد إلا إذا اتبع الإنسان تعاليم الخالق. والذين لا يعتقدون بالروح لن يستطيعوا أن يفهموا في العمق أسرار العوارض النفسية وأسرار السعادة