الله بواسطة العقل المفكر ، تصفو الروح وترتاح النفس وتكون عواطفنا وانفعالاتنا النفسية وانعكاساتها العضوية سليمة وصافية وبعيدة عن المظاهر المرضية.
وكل المدارس والنظريات المادية التي لا تعترف بالروح ، لم تستطع أن تفهم أو تشرح في العمق الظواهر النفسية ، ولذلك لم تجد حتى الآن الدواء الشافي لها لأنها أهملت حلقة رئيسية في ترابط النفس والجسد أي الروح ، والثلاثة أي الروح والنفس والجسد هي ، تسلسلا ، علة ومصدر ومسرح الظواهر النفسية ويتأثر بعضها ببعض سلبا أو ايجابا.
٣ ـ تعريف النفس في علم النفس الوضعي
لم نجد للنفس في كتب العلوم النفسية التعريف الذي يرضي ، وإنما حاول كل صاحب مدرسة نفسية أن يعرفها حسب نظرته الفلسفية الشخصية إلى الأشياء ، ولقد بقي المهتمون بعلم النفس وحتى منتصف القرن العشرين ينظر أكثرهم إلى النفس والعلوم النفسية على أنها أشياء غير مادية إلى أن تبين لعلماء الكيمياء العضوية أن كل القوى العقلية والانفعالات والتصرفات التي ندرسها اليوم تحت اسم الظواهر والأمراض النفسية والعقلية ما هي إلا نتيجة لتداخلات ومؤثرات مادية بواسطة مواد بيوكيميائية تفرزها مجموعات من الخلايا وتصب كلها في الدم أو السوائل الناشئة منه والذي ينقلها بدوره إلى مختلف أعضاء الجسم التي ستكون مسرح الانفعالات والتصرفات التي ندعوها بالنفسية ، سواء كانت هذه الظواهر سليمة أو مرضية من حبور وسرور وانشراح أو غضب وخوف وقلق وهلوسة وضياع.
ولقد اكتشف العلم منذ بدء الستينات مئات المواد الكيميائية في داخل الجسم وخارجه وكلها تتحكم في الظواهر والأمراض النفسية ، وتنتقل أو توجد أو تصب في الدم الذي ينقلها إلى مختلف أعضاء الجسم التي ستكون