مسرح العوارض النفسية ، وهكذا تتضح الصورة تدريجيا ، فإذا عرّفنا النفس بأنها الدم ، فهذا التعريف الموجز الجامع البسيط هو ما بدأ العلم بإثباته ، وهو ما فهمناه من آيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة التي ذكرت فيها كلمة النفس ، والله أعلم.
٤ ـ وقفة علمية مع آية كريمة في النفس
(وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها) (الشمس : ٧).
إنها آية قسم ، ولقد درسنا آيات القسم في القرآن الكريم ، فوجدنا أن المولى عز وعلا ، أقسم بكل مخلوقاته (فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ وَما لا تُبْصِرُونَ) تنبيها للقارئ العاقل ليفكر في عظمة صنعة البارئ ، لأن كل مخلوق من مخلوقات الله من الذرة إلى المجرة هو إعجازي متقن الصنع (صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ). ولقد خصّ المولى بعض مخلوقاته ومنها النفس ، بالقسم ، وفي هذه الآية قسمان وليس قسما واحدا ، فالمولى يقسم بالنفس ككل أولا ثم بما تتألف منه من مكونات «سوية» ثانيا ، وسبحانه لم يخلق شيئا إلا كان سويّا أي في غاية التمام والكمال والإبداع (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى. الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى).
ومن الحق علينا ، أن نشرح للقارئ وبمنتهى التبسيط والاختصار المعاني العلمية التي تكمن في هذه الآية الكريمة فلا شيء يثبّت المؤمن في إيمانه ، ويجعله يتعلق بكتاب الله الكريم ويلتزم بتعاليمه ، كتدبر آياته وفهمها فهما علميا في العمق (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها).
١ ـ النفس بمعنى الدم ككل :
يحوي جسم الإنسان بين خمسة وستة ليترات من الدم تجري في شبكة توزيع مؤلفة من الشرايين والأوردة والأوعية الشعرية هي من الامتداد والتشعب بحيث توصل الدم وما يرشح منه من مكونات إلى كل خلية من